باكستان تعيد جندياً هندياً بعد أيام من تصعيد دامٍ في كشمير
باكستان تعيد جندياً هندياً بعد أيام من تصعيد دامٍ في كشمير
أعادت باكستان، يوم الأربعاء، عنصرًا من قوات حرس الحدود الهندية كانت قد احتجزته داخل أراضيها عقب تصعيد عسكري دامٍ في كشمير، في خطوة وصفت بأنها إشارة إلى تهدئة محتملة بين الجارتين النوويتين بعد وقف إطلاق نار هش أنهى أربعة أيام من القتال.
وأكدت قوة أمن الحدود الهندية أن الجندي بورنام كومار شاو، الذي احتُجز منذ 23 أبريل، تم تسليمه بشكل "سلمي ووفق البروتوكولات المتبعة" بحسب فرانس برس.
التصعيد الأعنف منذ عقدين
اندلع التوتر بعد هجوم في 22 أبريل أسفر عن مقتل 26 شخصًا في الشطر الهندي من كشمير، تلته مواجهات عسكرية بالصواريخ والطائرات الحربية والطائرات المسيّرة بين البلدين.
واتهمت الهند باكستان بدعم منفذي الهجوم، فيما رفضت إسلام آباد الاتهامات ودعت إلى "تحقيق مستقل وشفاف".
أعلن الجيش الباكستاني لاحقًا مقتل 40 مدنيًا بينهم 15 طفلًا وسبع نساء، إلى جانب 11 جنديًا في الهجمات الهندية، واصفًا إياها بأنها "دنيئة وغير مبررة".
من جهتها، ذكرت نيودلهي أن 15 مدنيًا وخمسة جنود هنود لقوا حتفهم خلال القتال.
وأثارت إعادة شاو موجة ارتياح في الهند، حيث قالت زوجته الحامل راجاني لصحيفة “إنديان إكسبريس”: "فقدت كل الأمل.. لكن بعد وقف إطلاق النار، أصبحت أكثر إيجابية. لدي ثقة بأنه سيعود سالمًا".
وجاء الإفراج في وقت يحاول فيه البلدان تفادي اندلاع نزاع أوسع يُذكّر بالحرب الأخيرة بينهما في عام 1999، وسط تحذيرات دولية من تداعيات كارثية لأي تصعيد جديد بين القوتين النوويتين.
مودي يتوعد وباكستان ترد
اتهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال خطاب متلفز الاثنين، باكستان بأنها "اختارت طريق العدوان بدل مكافحة الإرهاب"، مضيفًا: "أي هجوم إرهابي جديد على الهند سيُواجَه برد حاسم".
وشدد في منشور على "إكس" أنه التقى بالجنود الذين شاركوا في العمليات، قائلًا إن "الهند ممتنة إلى ما لا نهاية لقواتها المسلحة".
وردّت الخارجية الباكستانية ببيان اتهمت فيه مودي بـ"التحريض"، مؤكدة أن تصريحاته "تهدف إلى فبركة روايات مضللة لتبرير العدوان"، وحثّت المجتمع الدولي على مراقبة تحركات الهند من كثب.
وكثّف المسلحون عملياتهم في كشمير الهندية منذ عام 2019، بعدما ألغت حكومة مودي الحكم الذاتي الخاص بالإقليم، وفرضت عليه حكمًا مباشرًا من نيودلهي، ما أثار غضب السكان ذوي الغالبية المسلمة.
وتطالب كل من الهند وباكستان بالإقليم المتنازع عليه، وقد خاضتا ثلاث حروب رئيسية بسببه منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947.